إسرائيل تهاجم الأمن السوري بالسويداء: تصعيد خطير في الجنوب السوري

إسرائيل تهاجم الأمن السوري بالسويداء في عملية مفاجئة زادت من توتر الجنوب السوري وأثارت جدلًا حول الأهداف والدلالات السياسية والأمنية.
إسرائيل تهاجم الأمن السوري بالسويداء: ما دوافع التصعيد وما الرسائل الخفية؟
في الأيام الأخيرة، شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا تطورًا دراماتيكيًا بعد أن هاجمت إسرائيل مقرًا للأمن العسكري السوري في المنطقة، وهو تطور يُعد نادرًا في هذه الجغرافيا التي ظلت حتى وقت قريب شبه محيده عن الضربات الإسرائيلية المتكررة التي تركزت غالبًا في دمشق ومحيطها، أو في مناطق تواجد الميليشيات الإيرانية بريف حلب ودير الزور.
طبيعة الهجوم الإسرائيلي
بحسب مصادر متقاطعة، فقد تم استهداف موقع تابع لشعبة الأمن العسكري في مدينة السويداء بعدة صواريخ دقيقة التوجيه أطلقتها طائرات إسرائيلية من الأجواء اللبنانية. وأكدت تلك المصادر أن الهجوم أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين عناصر الأمن، إضافة إلى تدمير أجزاء من المبنى الذي يُعتقد أنه كان يحتوي على غرفة عمليات مشتركة تضم عناصر سورية وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله.
اقرأ أيضا : ما حدث في حرب غزة خلال عام 2024
التوقيت… لماذا الآن؟
توقيت هذا الهجوم يفتح بابًا واسعًا للتأويل:
- التوتر في الجنوب السوري: تشهد السويداء توترات داخلية بسبب احتجاجات شعبية منذ أشهر، تركزت على المطالبة بالإصلاح ووقف الفساد، ما جعل المنطقة أكثر حساسية أمام أي تدخل خارجي.
- رسالة لإيران: الهجوم قد يكون رسالة موجهة لإيران بعد ازدياد أنشطتها في الجنوب السوري، وهو ما تعتبره إسرائيل خطًا أحمر.
- الردع الاستراتيجي: قد تسعى إسرائيل عبر هذه الضربة إلى ترسيخ معادلة ردع جديدة مفادها أن الجنوب السوري لم يعد محصنًا.
أبعاد الهجوم من منظور استراتيجي
يعد استهداف فرع أمني رسمي تابع للنظام السوري تطورًا نوعيًا في قواعد الاشتباك:
- تحول في بنك الأهداف الإسرائيلي: تقليديًا كانت الأهداف الإسرائيلية تُركّز على مستودعات أسلحة أو قوافل إيرانية، ولكن مهاجمة مقر أمني يمثل خرقًا واضحًا للخطوط السيادية للنظام.
- تغيير قواعد الاشتباك: يبدو أن إسرائيل أرادت توجيه إنذار بأن دعم دمشق لأي تمدد إيراني سيقابل برد مباشر على مراكز الدولة نفسها.
- رسائل متعددة الاتجاهات: الضربة تستهدف دمشق، وطهران، وميليشيات حزب الله، كما تبعث برسالة لروسيا بأنها ستواصل عملياتها رغم التوازنات الجديدة في الجنوب.
ردود الفعل السورية والإقليمية
حتى الآن، التزمت دمشق الصمت حيال الحادثة، وهو أمر معتاد في حالات مشابهة. إلا أن ذلك الصمت لا يعني تجاهل الرسالة، بل يعكس على الأرجح عجزًا عن الرد في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية المعقدة التي تعاني منها الدولة السورية.
من جهة أخرى، لم يصدر عن حزب الله أي تعليق، ما قد يُفهم ضمنيًا على أنه تأكيد لمشاركة عناصره في المنطقة المستهدفة، أو على الأقل ارتباطها بأنشطة لا ترغب في كشفها.
دلالات استهداف السويداء بالذات
السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، تُعد منطقة محايدة نسبيًا في الصراع السوري. واستهدافها يحمل أبعادًا دقيقة:
- محاولة لإشعال فتيل فتنة داخلية.
- إضعاف الغطاء الاجتماعي للحكومة السورية في الجنوب.
- استفزاز الطائفة الدرزية التي تملك امتدادات عميقة في فلسطين المحتلة ولبنان، ما قد يضع إسرائيل في موقف حساس داخليًا.
ما التالي؟ هل نحن أمام مرحلة جديدة؟
إذا ما استمر هذا النمط من الاستهداف، فقد نكون أمام مرحلة تصعيد أكثر حدة في الجنوب السوري. وقد تدفع إسرائيل نحو توسيع نطاق استهدافها، خصوصًا مع ازدياد القلق من التمركز الإيراني في السويداء ودرعا، وهي مناطق قريبة من حدودها الشمالية.
إلى جانب ذلك، فإن هذا التطور قد يدفع روسيا إلى إعادة النظر في درجة انخراطها جنوب سوريا، خاصة إن شعرت أن استمرار الغارات قد يهدد التفاهمات الضمنية التي ضمنت حتى وقت قريب هدوءًا نسبيًا في تلك الجبهة.
أسئلة شائعة (FAQ)
هل هذه أول مرة تستهدف فيها إسرائيل السويداء؟
نعم، يُعتبر هذا الاستهداف من الحالات النادرة، حيث ركزت إسرائيل في السابق على مناطق مثل دمشق وريفها.
هل يوجد تواجد إيراني في السويداء؟
تشير تقارير استخباراتية إلى أن هناك نشاطًا متزايدًا لعناصر مرتبطة بإيران وحزب الله في المنطقة تحت غطاء المساعدات الأمنية والعسكرية.
ما موقف روسيا من هذه الضربة؟
حتى الآن لم يصدر موقف روسي رسمي، لكن موسكو عادة ما تعبّر عن القلق من الضربات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية.
هل من المتوقع رد سوري؟
من غير المرجح أن تقوم دمشق برد مباشر، لكنها قد تحاول استخدام الورقة السياسية أو الضغط عبر أطراف ثالثة مثل الأمم المتحدة.